إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(36) شرح إعراب سورة يس

صفحة 258 - الجزء 3

(٣٦) شرح إعراب سورة يس

  

  قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: لكلّ شيء قلب، وقلب القرآن «يس» من قرأها نهارا كفي همّه، ومن قرأها ليلا غفر ذنبه. قال شهر بن حوشب: يقرأ أهل الجنة «طه» و «يس» فقط. قال أبو جعفر: في {يس}⁣(⁣١) أوجه من القراءات. قرأ أهل المدينة والكسائي {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} بإدغام النون في الواو، وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} بإظهار النون، وقرأ عيسى بن عمر يسين والقرآن الحكيم، وذكر الفراء قراءة رابعة ياسين والقرآن. قال أبو جعفر: القراءة الأولى بالإدغام على ما يجب في العربية لأنّ النون تدغم في الواو لشبهها بها، ومن بيّن قال:

  سبيل حروف التهجي أن يوقف عليها، وإنما يكون الإدغام في الإدراج، وذكر سيبويه⁣(⁣٢) النصب وجعله من جهتين: إحداهما أن يكون مفعولا لا يصرفه، لأنه عنده اسم أعجمي بمنزلة هابيل. والتقدير: اذكر ياسين، وجعله سيبويه اسما للسورة. وقوله الآخر أن يكون مبنيا على الفتح مثل «كيف» و «أين»، وأما الكسر فزعم الفراء أنه مشبه بقول العرب جير لأفعلن وجير لا أفعل⁣(⁣٣).

  {وَالْقُرْآنِ} قسم والواو مبدلة من ياء لشبهها بها، كما أبدلوها من ربّ، {الْحَكِيمِ} من نعت القرآن. قال أبو إسحاق: لأنه أحكم بالأمر والنهي والأمثال وأقصيص الأمم.

  جواب القسم، وإن مكسورة لأن في خبرها اللام ولو حذفت اللام لكانت أيضا


(١) انظر القراءات المختلفة في تيسير الداني ١٤٨، والبحر المحيط ٧/ ٣١٠، ومعاني الفراء ٢/ ٣٧١.

(٢) انظر الكتاب ٣/ ٢٨٦.

(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٧١.