إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(72) شرح إعراب سورة الجن

صفحة 31 - الجزء 5

(٧٢) شرح إعراب سورة الجنّ

  

  {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً ١}

  قرأ جويّة بن عائذ الأسدي «قل أحي إليّ»⁣(⁣١) قال أبو جعفر: هذا على لغة من قال: وحى يحي. قال العجاج: [الرجز]

  ٤٩٨ - وحى لها القرار فاستقرّت⁣(⁣٢)

  والأصل: وحي إليّ فأبدل من الواو همزة مثل {أُقِّتَتْ} «أنه» في موضع رفع اسم ما لم يسمّ فاعله. والنفر ثلاثة وأكثر. {فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً} كسرت «إن» لأنها بعد القول فهي مبتدأة. ومعنى عجب عجيب في اللغة على ما ذكره محمد بن يزيد أنه الشيء يقلّ ولا يكاد يوجد مثله.

  {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ٢}

  «لن» تدلّ على المستقبل، والأصل فيهما عند الخليل⁣(⁣٣): لا أن، وزعم أبو عبيدة أنه قد يجزم بها.

  {وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ٣}

  {وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا} هذه قراءة المدنيين⁣(⁣٤) في السورة كلّها إلّا في {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وفي {وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ}⁣[الآية: ١٨] وفي و {أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}⁣[الآية: ١٦]. وقد زعم بعض أهل اللغة قراءة المدنيين لا يجوز غيرها، وطعن على من قرأ بالفتح لأنه توهم أنه معطوف على {أَنَّهُ اسْتَمَعَ}. قال أبو جعفر: وذلك غلط لأنه


(١) انظر البحر المحيط ٨: ٣٣٩، معاني الفراء ٣/ ١٩٠.

(٢) مرّ الشاهر رقم (٣٩٨).

(٣) انظر الكتاب ٣/ ٣.

(٤) انظر تيسير الداني ١٧٥، والبحر المحيط ٨/ ٣٤١.