إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(69) شرح إعراب سورة الحاقة

صفحة 14 - الجزء 5

(٦٩) شرح إعراب سورة الحاقة

  

  {الْحَاقَّةُ ١}

  رفع بالابتداء.

  {مَا الْحَاقَّةُ ٢ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ٣}

  {مَا الْحَاقَّةُ ٢} مبتدأ وخبره وهما خبر عن الحاقة، وفيه معنى التعظيم. والتقدير: الحاقة ما هي؟ إلا أن إعادة الاسم أفخم، وكذا {وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ٣}.

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ٤}

  {عادٌ} منوّن لخفته و {ثَمُودُ} لا ينوّن على أنه اسم للقبيلة، وينوّن على أنه اسم للحي. قال قتادة: بالقارعة أي بالساعة. قال غيره: لأنها تقرع قلوب الناس بهجومها عليهم.

  {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ ٦}

  وقال قتادة: بعث الله جلّ وعزّ عليهم صيحة فأهدتهم، وقيل: فأهلكوا بالطغيان، وقيل: بالجماعة الطاغية. قال أبو جعفر: وقول قتادة أصحّها أخبر الله بالمعنى الذي أهلكهم به لا بالسبب الذي أهلكهم من أجله كما أخبر في قصة عاد فقال جلّ ثناؤه: {وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} قال قتادة: أي باردة، وقال غيره: أي شديد الصوت {عاتِيَةٍ} زائدة على مقدار هبوبها.

  {سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ٧}

  {وَثَمانِيَةَ} أنثت الهاء في ثمانية، وحذفت من سبع فرقا بين المذكر والمؤنّث