إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(45) شرح إعراب سورة الجاثية

صفحة 92 - الجزء 4

(٤٥) شرح إعراب سورة الجاثية

  

  {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ٢}

  {تَنْزِيلُ} مرفوع بالابتداء وخبره {مِنَ اللهِ}، ويجوز أن يكون مرفوعا على أنه خبر ابتداء محذوف أي هذا تنزيل الكتاب، ويجوز أن يكون مرفوعا على أنه خبر عن «حم»، {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} نعت وفيه معنى المدح.

  {إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ٣}

  {لَآياتٍ} في موضع نصب، وكسرت التاء لأنه جمع مسلّم ليوافق المؤنّث المذكّر في استواء النصب والخفض. والتاء عند سيبويه⁣(⁣١) بمنزلة الياء والواو، وعند غيره الكسرة بمنزلة الياء، وقيل: التاء والكسرة بمنزلة الياء فأما الألف فزائدة للفرق بين الواحد والجمع.

  {وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٤ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٥}

  {وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} هذه قراءة المدنيين أبي عمرو، وكذا التي بعدها. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي آيات⁣(⁣٢) مخفوضة في موضع نصب، وكذا التي بعدها. واحتج الكسائي لهذه القراءة بأنه في حرف أبيّ لآيات⁣(⁣٣) فيهن كلّهنّ باللام فاستدلّ بهذا على أنه معطوف على ما قبله.

  قال الفرّاء⁣(⁣٤): وفي قراءة عبد الله وفي اختلاف اللّيل والنّهار على أن فيها


(١) انظر الكتاب ١/ ٤٥.

(٢) انظر تيسير الداني ١٦١.

(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٤٥، والبحر المحيط ٨/ ٤٣.

(٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٤٥.