إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(61) شرح إعراب سورة الصف

صفحة 276 - الجزء 4

(٦١) شرح إعراب سورة الصف

  

  {سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١}

  قال أبو جعفر: قوله {سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} أي أذعن له وانقاد ما أراد جلّ وعزّ فهذا داخل فيه كل شيء؛ لأن ما عامة في كلام العرب. {وَهُوَ الْعَزِيزُ} في انتقامه ممن عصاه. {الْحَكِيمُ} في تدبيره.

  {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ٢}

  {لِمَ} الأصل لما حذف الألف لاتصال الكلمة بما قبلها وأنه استفهام.

  {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ٣}

  نصبت {مَقْتاً} على البيان والفاعل مضمر في كبر أي كبر ذلك القول {أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ} «أن» في موضع رفع بالابتداء أو على إضمار مبتدأ والذي يخرج من هذا ألّا يقول أحد شيئا إلا ما يعتقد أن يفعله، ويقول: إن شاء الله لئلا يخترم دونه.

  {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ٤}

  والمحبة منه جلّ وعزّ قبول العلم والإثابة عليه. {صَفًّا} في موضع الحال قيل: فدلّ بهذا على أن القتال في سبيل الله جلّ وعزّ والإنسان راجلا أفضل منه راكبا. {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} أي قد أحكم وأتقن فليس فيه شيء يزيد على شيء، وقيل: مرصوص مبني بالرصاص.

  {وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ٥}

  {وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ} أي واذكر. {يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي} نداء مضاف وحذفت