إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(35) شرح إعراب سورة فاطر

صفحة 244 - الجزء 3

(٣٥) شرح إعراب سورة فاطر

  

  {الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} فيه ثلاثة أوجه: الخفض على النعت، والرفع على إضمار مبتدأ، أو النصب على المدح، وحكى سيبويه⁣(⁣١): الحمد لله أهل الحمد، مثله، وكذا {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً} ولا يجوز فيه التنوين لأنه لما مضى {رُسُلاً} مفعول ثان، ويقال: على إضمار فاعل لأن «فاعلا» إذا كان لما مضى مضافا لم يعمل شيئا {أُولِي أَجْنِحَةٍ} نعت، قال أبو إسحاق: أي أصحاب أجنحة {مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} لم ينصرف لأن فيها علّتين: إحداهما أنها معدولة فهذا اتّفاق، واختلف في الثانية لأن النحويين القدماء لم يذكروها. قال أبو إسحاق: العلّة الثانية أنّه عدل في حال نكرة وقال غيره: العلّة الثانية أنه صفة، وقول ثالث إنه معدول عن اثنين اثنين فهذه علّة ثانية.

  وأجاز النحويون⁣(⁣٢) في غير القرآن: فلا ممسك له، على لفظ «ما» «ولها» على المعنى وأجازوا: {وَما يُمْسِكْ} فلا مرسل لها على معنى «ما»، وأجازوا: فلا ممسك لها، يكون بمعنى ليس وكذا «فلا مرسل له» وأجازوا: «ما يفتح الله للناس من رحمة» تكون «ما» بمعنى الذي.


(١) انظر الكتاب ٢/ ٥٧.

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٦٦.