إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(84) شرح إعراب سورة انشقت (الانشقاق)

صفحة 116 - الجزء 5

(٨٤) شرح إعراب سورة انشقت (الانشقاق)

  

  {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ١}

  {إِذَا} في موضع نصب وقد ذكرنا قول النحويين في جواب «إذا»، وقد قيل: المعنى: اذكروا إذا السّماء انشقّت، فعلى هذا لا تحتاج إلى جواب أي اذكر خبر ذلك الوقت.

  {وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ٢}

  قال سعيد بن جبير: حقّ لها أن تأذن. قال أبو جعفر: حقيقة هذا أن المعنى حقّق الله جلّ وعزّ عليها فانقادت إلى أمره وانشقت أي تصدّعت فصارت أبوابا.

  {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣}

  رفعت الأرض بإضمار فعل يفسره الثاني.

  {وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ٤ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ٥}

  {وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ٤} معطوف على الأول، وكذا {وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ٥}.

  {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ٦}

  {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ} نعت لأي، والأخفش يقول صلة لأنه لا بدّ منه {إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً} مصدر فيه معنى التوكيد {فَمُلاقِيهِ} في موضع رفع والأصل ضمّ الياء فحذفت الضمة لثقلها. فهذا قول، وقيل: حذفت لأن الياء هاهنا حرف مد ولين فأشبهت الألف فحذفت منه الضمة والكسرة، ومن العرب من يحذف منها الفتحة فيجريها مجرى الألف فلا يحركها بحال.

  {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ٧ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ٨}

  {فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ٨} أي يثاب بحسناته ويتجاوز عن سيئاته.

  {وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ٩}