إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(44) شرح إعراب سورة حم (الدخان)

صفحة 83 - الجزء 4

(٤٤) شرح إعراب سورة حم (الدخان)

  

  قرئ على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى عن مهدي بن ميمون قال: حدّثنا عمران القصير عن الحسن قال: من قرأ سورة «الدخان» ليلة الجمعة غفر له.

  {حم ١ وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ٢}

  {حم ١ وَالْكِتابِ} مخفوض بالقسم. {الْمُبِينِ} من نعته.

  {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣}

  {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ} قال أبو جعفر: وقد ذكرنا عن العلماء أنها ليلة القدر. فأما البركة التي فيها فهي نزول القرآن، وقال أبو العالية: هي رحمة كلّها لا يوافقها عبد مؤمن يعمل إحسانا إلّا غفر له ما مضى من ذنوبه. وقال عكرمة: يكتب فيها الحاجّ حاجّ بيت الله جلّ وعزّ فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم أحد فقيل لها: مباركة لثبات الخير فيها ودوامه. والبركة في اللغة. الثبات والدوام.

  {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤}

  أي فيه الحكمة من فعل الله جلّ وعزّ.

  {أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥}

  {أَمْراً مِنْ عِنْدِنا} في نصبه⁣(⁣١) خمسة أقوال: قال سعيد الأخفش: نصبه على الحال بمعنى أمرين. وقال محمد بن يزيد: نصبه نصب المصادر أي إنّا أنزلناه إنزالا، والأمر مشتمل على الأخبار. قال أبو عمر الجرميّ: هو حال من نكرة، وأجاز على هذا: هذا رجل مقبلا. وقال أبو إسحاق: «أمرا» مصدر، والمعنى فيها يفرق فرقا و «أمرا» بمعنى: فرق، والقول الخامس أن معنى يفرق يؤمر ويؤتمر فصار مثل: هو يدعه تركا.


(١) انظر البحر المحيط ٨/ ٣٤.