إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(24) شرح إعراب سورة النور

صفحة 88 - الجزء 3

(٢٤) شرح إعراب سورة النور

  

  {سُورَةٌ أَنْزَلْناها} بمعنى هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر {سُورَةٌ أَنْزَلْناها}⁣(⁣١) بالنصب بمعنى أنزلنا سورة. ويجوز أن يكون المعنى: اتل سورة أنزلناها {وَفَرَضْناها} أي وفرضنا فيها من الحلال والحرام «وفرضناها» فيه ثلاثة أقوال: قال أبو عمرو فصلناها، وقيل: هو على التكثير لكثرة ما فيها من الفرائض، والقول الثالث قال الفراء⁣(⁣٢): إنّه بمعنى فرضناها عليكم وعلى من بعدكم.

  {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ} وقرأ عيسى بن عمر {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي}⁣(⁣٣) بالنصب. وهو اختيار الخليل وسيبويه⁣(⁣٤) رحمهما الله لأن الأمر بالفعل أولى، وسائر النحويين على خلافهما، واستدلّ محمد بن يزيد على خلافهما بقول الله جلّ وعزّ:

  {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ}⁣[النساء: ١٦]، والحجة للرفع أنه ليس يقصد به اثنان - بأعيانهما - زنيا فينصب، فلما كان مبهما وجب الرفع فيه من ثلاثة أوجه: مذهب سيبويه أن المعنى: وفيما فرض عليكم الزانية والزاني، وقيل بما عاد عليه. {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ} ورأفة لأن فعالة في الخصال كثير، نحو القباحة، وفعلة على الأصل.


(١) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٩٢، ومختصر ابن خالويه ١٠٠، وهي قراءة ابن أبي عبلة وأبي حيوة ومحبوب عن أبي عمرو وأم الدرداء أيضا.

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٢٤٤.

(٣) انظر مختصر ابن خالويه ١٠٠.

(٤) انظر الكتاب ١/ ١٩٦.