إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(92) شرح إعراب سورة الليل

صفحة 149 - الجزء 5

(٩٢) شرح إعراب سورة الليل

  

  {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ١}

  حذف المفعول كما يقال: ضرب زيد، ولا يجيء بالمضروب إمّا لمعرفة السامع وإمّا أن تريد أن تبهم عليه. قيل: المعنى والليل إذا يغشى كل شيء بظلمته فيصير له كالغشاء، وليس كذا النهار، وعلى هذا قول الذبياني: [الطويل]

  ٥٧٠ - فإنّك كاللّيل الّذي هو مدركي ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع⁣(⁣١)

  {وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ٢}

  خفض على العطف وليست بواو قسم.

  {وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ٣}

  {ما} مصدر أي وخلقه الذكر والأنثى، قيل «ما» بمعنى الذي، وأجاز الفرّاء: وما خلق الذكر والأنثى بمعنى والذي خلق الذكر والأنثى. قال أبو جعفر: وجه بعيد أن تكون «ما» بمعنى «من» وأيضا لا نعرف أحدا قرأ به، ولكن روي عن النبي «والنّهار إذا تجلّى وما خلق الذكر والأنثى» وهو عطف.

  {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ٤}

  جواب القسم. قال محمد بن كعب: سعيكم عملكم.

  {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ٥ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ٦}

  {مَنْ} في موضع رفع بالابتداء عند البصريين، وعند الكوفيين بالهاء العائدة


(١) الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه ٣٨، ولسان العرب (طور) و (نأى)، وكتاب العين ٨/ ٣٩٣، وتاج العروس (نأى)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٥/ ٣٧٨، ومجمل اللغة ٤/ ٣٦٨.