(42) شرح إعراب سورة حم عسق (الشورى)
(٤٢) شرح إعراب سورة حم عسق (الشورى)
  
  {حم ١ عسق ٢ كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٤}
  {حم عسق كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الكاف من «كذلك» في موضع نصب نعت لمصدر، واسم الله ø مرفوع بيوحي. وأصح ما قيل في المعنى أنه كوحينا إليك وإلى الذين من قبلك يوحى إليك، وأبو عبيدة(١) يجيز أن يجعل ذلك بمعنى هذا؛ ومن قرأ {يُوحِي إِلَيْكَ}(٢) جعل الكاف في موضع رفع بالابتداء، والجملة الخبر، واسم ما لم يسمّ فاعله مضمر في يوحى، واسم الله ø مرفوع بالابتداء أو بإضمار فعل أي يوحيه إليك الله جلّ وعزّ. ومن قرأ نوحي(٣) بالنون رفع اسم الله جلّ وعزّ بالابتداء و «العزيز الحكيم» خبره، ويجوز أن يكون العزيز الحكيم نعتا والخبر {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ}.
  {تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥}
  {تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ}(٤) أصحّ ما قيل فيه أن المعنى من أعلاهن، وقيل: من فوق الأرضين. وسمعت علي بن سليمان يقول: الضمير للكفار أي يتفطرن من فوق الكفار لكفرهن. قال أبو جعفر: ولا نعلم أحدا من النحويين أجاز في بني أدم رأيتهنّ إلّا أن يكون للمؤنث خاصة. فهذا يدلّ على فساد هذا القول، وأيضا فلم
(١) انظر مجاز القرآن ١/ ٢٨.
(٢) انظر البحر المحيط ٧/ ٤٨٦، وهذه قراءة مجاهد وابن كثير وعباس ومحبوب كلّهم عن أبي عمرو.
(٣) انظر البحر المحيط ٧/ ٤٨٦.
(٤) انظر تيسير الداني ١٥٧، والبحر المحيط ٧/ ٤٨٦.