(67) شرح إعراب سورة الملك
  {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ١٧ وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ١٨}
  وهو التراب والحصى، ويكون السحاب الذي فيه البرد والصواعق {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} في موضع رفع لأن الاستفهام لا يعمل فيما قبله وحذفت الياء لأنه رأس آية، وكذا {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ١٨}.
  {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ١٩}
  {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ} نصب على الحال. {وَيَقْبِضْنَ} عطف عليه، ويجوز أن ينون مقطوعا منه {ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ} لأنه جلّ وعزّ خلق الجو فاستمسكن فيه {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} خبر «إنّ».
  {أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ ٢٠}
  أي يدفع عنكم إن أراد بكم سوءا. {إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} أي ما الكافرون في ظنهم أي عبادتهم غير الله جلّ وعزّ ينفعهم إلا في غرور.
  {أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ٢١}
  {أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} وحذف جواب الشرط لأن الأول يدلّ عليه أي إن أمسك رزقه فهل يرزقكم من تعبدون من دونه {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} والأصل لججوا ثم أدغم.
  {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ٢٢}
  من في موضع رفع بالابتداء أهدى خبره {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} عطف عليه.
  {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ٢٣}
  {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ} مبتدأ وخبره {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ} ولم يقل: الأسماع لأن السمع في الأصل مصدر.
  {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٢٤}
  {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ} مثل الأول.
  {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٢٥}
  {مَتى} في موضع رفع لأنها خبر الابتداء {هذَا} على قول سيبويه وعلى قول