إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(73) شرح إعراب سورة المزمل

صفحة 39 - الجزء 5

  {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ٥}

  في معناه قولان: قال عروة: كان النبي إذا أوحي إليه وهو على ناقته ثقل عليها حتى تضع جرانها، وقيل: لما فيه من الفرائض والمنع من الشهوات كما قال قتادة: ثقله في الميزان كثقله على الإنسان في الدنيا.

  {إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ٦}

  {إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ} من نشأ إذا ابتدأ {هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً}⁣(⁣١) كذا يقرأ أكثر القراء، وهذا نصب على البيان. ووطأ مصدر واطأ مواطأة ووطاء {وَأَقْوَمُ قِيلاً} بيان أيضا.

  {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً ٧}

  وعن يحيى بن يعمر أنه قرأ «سبخا»⁣(⁣٢) بخاء معجمة أي راحة ونوما. وفي الحديث «لا تسبّخي عنه» أي لا تخفّفي.

  {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ٨}

  تبتيل مصدر بتّل؛ لأن المعنى واحد، وقد تبتّل تبتّلا.

  {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ٩}

  {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} بالرفع والكوفيون يقرءون «رب المشرق والمغرب»⁣(⁣٣) بالخفض. والرفع حسن؛ لأنه أول الآية بمعنى هو ربّ المشرق ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء وخبره {لا إِلهَ إِلَّا هُوَ} ولو كان خبره {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} لكان النصب أولى به.

  {وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ١٠}

  {وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ} أي مما يؤذيك. {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} وهو الهجر في ذات الله جلّ وعزّ، كما قال: {وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}⁣[الأنعام: ٦٨].

  {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً ١١}

  {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ}. عطف على النون والياء، ويجوز أن يكون مفعولا معه {أُولِي النَّعْمَةِ} كتبت بزيادة واو بعد الألف فرقا بين أولي وإلى {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} نعت لمصدر أو ظرف.


(١) انظر تيسير الداني ١٧٥.

(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٣٥٥ (وهذه قراءة عكرمة وابن أبي عبلة أيضا).

(٣) انظر تيسير الداني ١٧٥، والبحر المحيط ٨/ ٣٥٥.