(78) شرح إعراب سورة عم يتساءلون (النبأ)
  نصب على الحال أي أصنافا أي ذكورا وإناثا وقصارا وطوالا فنبههم جلّ وعزّ على قدرته.
  {وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً ٩ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ١٠}
  {وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً ٩} مفعولان وكذا {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ١٠} أي يغشيكم ويغطيكم كالثياب أي فعلنا هذا لتناموا فيه وتسكنوا كما قال قتادة: لباسا سكنا.
  {وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ١١}
  أي ذا معاش أي جعلناه مضيئا ليعيشوا فيه ويتصرّفوا كما قال مجاهد: معاشا تتصرفون فيه وتبتغون من فضل الله جلّ وعزّ.
  {وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً ١٢}
  حذفت الهاء لأن اللغة الفصيحة تأنيث السماء {شِداداً} جمع شديدة ولا تجمع على فعلاء استثقالا للتضعيف.
  {وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً ١٣}
  {وَجَعَلْنا سِراجاً} روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {وَهَّاجاً} أي مضيئا.
  {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ١٤}
  {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ} قال أبو جعفر: قد ذكرنا قولين لأهل التفسير: أن المعصرات الرياح والسحاب وأولاهما أن يكون السحاب لقوله جلّ وعزّ: {الْمُعْصِراتِ} ولم يقل: بالمعصرات، وكما قرئ على أحمد بن شعيب عن الحسين بن حريث قال: حدّثني علي بن الحسين عن أبيه قال: حدّثني الأعمش عن المنهال عن قيس بن السكن عن ابن مسعود قال: يرسل الله سبحانه الرياح فتأخذ الماء فتجريه في السحاب فتدر كما تدرّ اللّقحة. وروي عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس {ماءً ثَجَّاجاً} قال يقول: منصبّا، وقال ابن يزيد: ثجّاجا كثيرا. قال أبو جعفر: القول الأول المعروف في كلام العرب يقال: ثجّ الماء ثجوجا إذا انصبّ وثجّه فلان ثجا إذ صبّه صبّا متتابعا. وفي الحديث «أفضل الحجّ العجّ والثجّ»(١) فالعجّ رفع الصوت بالتلبية، والثجّ صبّ دماء الهدي.
  {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً ١٥}
(١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٢٢٤، وابن حجر في المطالب العالية ١٢٠٠، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٢٧، والزيلعي في نصب الراية ٣/ ٣٣، وابن حجر في تلخيص الحبير ٢/ ٢٣٩، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٤/ ٣٨٨، والمتقي الهندي في كنز العمال (١١٨٨٣).