(86) شرح إعراب سورة الطارق
  وزعم الفراء(١) أن معنى بين الصلب والترائب من الصلب والترائب لا يجعل بين زائدة ولكن كما يقول: فلان هالك بين هذين.
  {إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ٨}
  اختلف العلماء في هذا الضمير. فمن أصحّ ما قيل فيه قول قتادة قال: على بعثه وإعادته فالضمير على هذا للإنسان. قال أبو جعفر: وقرئ على إبراهيم بن موسى عن محمد بن الجهم عن يحيى بن زياد عن مندل بن علي عن ليث عن مجاهد {إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ} قال على ردّ الماء في الإحليل. وهو مذهب ابن زيد قال؛ على رجعه لقادر على حبسه حتى لا يخرج. هذان قولان، وعن الضحاك كمعناهما، وعنه قول ثالث: على رجعه لقادر قال: على رجعه بعد الكبر إلى الشباب وبعد الشباب إلى الصبا وبعد الصبا إلى النطفة. قال أبو جعفر: والقول الأول أبينهما واختاره محمد بن جرير غير أنه احتجّ بحجة لتقويته هي خطأ في العربية. زعم أن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ} من صلة رجعه يقدره أنه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر. قال أبو جعفر: وهذا غلط، ولو كان كذا لدخل في صلته رجعه ولفرقت بين الصلة والموصول بخبر «إن»، وذلك غير جائز ولكن يعمل في «يوم» ناصر.
  {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ٩ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ ١٠}
  أي تختبر وتظهر. قيل: يعني الصلاة والصيام وغسل الجنابة.
  {فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} قال قتادة: من قوة تمنعه من الله ø: {وَلا ناصِرٍ} ينصره منه، وقال الثوري: {مِنْ قُوَّةٍ} من عشيرة {وَلا ناصِرٍ} حليف.
  {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ١١}
  قال أبو جعفر: أهل التفسير على أنه المطر لأنه يرجع كل عام إلا ابن زيد فإنه قال: {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ} شمسها وقمرها ونجومها. وجمع رجع رجعان سماع من العرب على غير قياس، ولو قيس لقيل أرجع ورجوع.
  {وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ١٢}
  لأنها تصدع بالنبات.
  {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤} جواب القسم الثاني أي ذو فصل وكذا {وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤}.
  {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ١٥} أي للنبي ﷺ وللمؤمنين.
  {وَأَكِيدُ كَيْداً ١٦} أمهلهم.
  {فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ١٧} نعت لمصدر أي إمهالا رويدا. روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس «رويدا» قال: يقول: قريبا، وقال الحسن: قليلا.
(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٥٥.