إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(87) شرح إعراب سورة سبح (الأعلى)

صفحة 128 - الجزء 5

  {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى ١٠} قال الحسين بن واقد: هو أبو بكر الصديق ¥ قال: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ١١} قال: عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف.

  {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ١٢}

  قال: جهنم، وقال الفراء: السفلى من أطباق النار.

  {ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى ١٣}

  في معناه أقوال: قيل: نفوس أهل النار في حلوقهم لا تخرج فيموتوا ولا ترجع إلى مواضعها من أجسادهم فيحيوا، وقيل: لا يموتون فيستريحوا ولا يحيون حياة ينتفعون بها، وقيل: هو من قول العرب إذا كان في شدة شديدة ليس بحيّ ولا ميت كما قال: [الخفيف]

  ٥٥٩ - ليس من مات فاستراح بميت ... إنّما الميت ميّت الأحياء⁣(⁣١)

  {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤}

  في معناه قولان: روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: من تزكّى من الشرك أي تطهر، وقال الحسن⁣(⁣٢): من تزكى من كان عمله زاكيا والقول الآخر عن قتادة قال: من تزكّى أدّى زكاة ماله.

  {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ١٥}

  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال وحده قال: {فَصَلَّى} يقول: فصلى الصلوات الخمس، وقال غيره صلّى هاهنا دعا، والصواب عند محمد بن جرير أن يكون المعنى صلّى فذكر اسم ربّه في صلاته بالتحميد والتمجيد. قال أبو جعفر: وهذا غلط على قول أهل العربية لأنه جعل ما قبل الفاء بعدها، وهذا عكس ما قاله النحويون، والصواب قول ابن عباس.

  {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ١٦}

  وإن شئت أدغمت اللام في التاء، وفي قراءة أبيّ «بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا»⁣(⁣٣) وهذه قراءة على التفسير وقرأ أبو عمرو «بل يؤثرون» بالياء على أنه مردود على الأشقى.

  {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ١٧} مبتدأ وخبره.

  {إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ١٨}


(١) مرّ الشاهد رقم (٣٥٢).

(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٤٥٤.

(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٥٧، والبحر المحيط ٨/ ٤٥٥.