إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(93) شرح إعراب سورة الضحى

صفحة 155 - الجزء 5

  وفي حرف عبد الله «وسيعطيك»⁣(⁣١) وهما واحد عند سيبويه، وقال الفرّاء: حذفت الواو والفاء كما قالوا: أيش عندها وكما قالوا: لاب لشانئك، ولاب لك، يريدون: لا أب لشانئك ولا أب لك. قال أبو جعفر: حذف المفعول الثاني، كما تقول: أعطيت زيدا، ولا تبيّن العطية.

  {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ٦ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى ٧}

  {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ٦} مفعول لا يجد. ويجد في كلام العرب تنقسم أقساما منها أن يكون بمعنى يرى وتعلم وكذا {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ٧}.

  {وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى ٨}

  وقد عال يعيل عيلة إذا افتقر وأعال يعيل إذا كثر عياله لا نعلم بين أهل اللغة فيه اختلافا.

  {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ١٠}

  {فَأَمَّا الْيَتِيمَ} نصب بتقهر، ولو كان تقهره بالهاء لكان الاختيار النصب أيضا؛ لأنه نهي، وكذا {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ١٠}

  {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}

  قيل؛ أي بلّغ أي أظهرها واحمد الله ø عليها فإن ذلك من الشكر.


(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٤٧.