إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(96) شرح إعراب سورة القلم (العلق)

صفحة 163 - الجزء 5

  {عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ٥ كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى ٦}

  {عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ٥} مفعولان. ومن قال: إن {كَلَّا} تمام في جميع القرآن قال: المعنى ليس يجب أن يدعوا التفكّر فيما بيّنه الله من خلقكم مما يدلّ على وحدانيته، وأنه لا شبه له. {إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى} جاء على فعل يفعل؛ لأنّ فيه الغين.

  {أَنْ رَأَىهُ اسْتَغْنى ٧}⁣(⁣١)

  فجاء المفعول متصلا، ولم يستعمل رأى نفسه، لأنه من أخوات ظننت.

  {إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى ٨}

  في موضع نصب ولم يتبيّن فيه الإعراب لأن في آخره ألفا.

  {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ٩ عَبْداً إِذا صَلَّى ١٠ أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى ١١ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى ١٢ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ٩ عَبْداً إِذا صَلَّى ١٠}

  وحذف الجواب لعلم السامع، وكذا {أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى ١١ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى ١٢}.

  {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣}

  أي مع منعه من الصلاة إن كذّب الله ورسوله وتولّى عن طاعته.

  {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى ١٤ كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ١٥ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ ١٦}

  {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى ١٤} أي يراه ويعلم فعله فيعاقبه عليه ومن قال {كَلَّا} التمام قال: المعنى: ليس الأمر على ما قدره من أنه يتهيّأ له أن يمنعه من الصلاة {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} حذفت الياء للجزم، ومن أثبتها في غير القرآن قدّرها متحركة {لَنَسْفَعاً}⁣(⁣٢) الوقف عليه بالألف فرقا بينه وبين النون الثقيلة ولأنه بمنزلة قولك: رأيت زيدا، كما قال: [الطويل]

  ٥٧٩ - ولا تحمد الشّيطان والله فاحمدا⁣(⁣٣)

  {بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ ١٦}.

  على البدل. والفراء⁣(⁣٤) على التكرير، وأجاز {ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ} لأنها نكرة بعد معرفة.

  {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ١٧}


(١) انظر تيسير الداني ١٨١ (قرأ قنبل بقصر الهمزة والباقون بمدّها).

(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٤٩٠.

(٣) مرّ الشاهد رقم (١٧٣).

(٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٧٩، والبحر المحيط ٨/ ٤٩١.