(100) شرح إعراب سورة العاديات
  بمشافرها. ونصبت {قَدْحاً} على المصدر؛ لأن معنى «فالموريات» فالقادحات «فالمغيرات» عن ابن عباس أنها الخيل وعن ابن مسعود أنها الإبل «ضبحا» ظرف زمان {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ٤} قال الفراء: الهاء كناية عن الوادي، ولم يتقدّم له ذكر؛ لأنه قد عرف المعنى، وروى أبو الجوزاء عن ابن عباس: النقع الغبار. وسطن ووسّطن وتوسّطن واحد. وعن ابن عباس {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ٥} من العدو. عن ابن مسعود «جمعا» المزدلفة.
  {إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ٦}
  أهل التفسير على أن معناه لكفور أي كفور لنعمه. قال الحسن: يتسخّط على ربه جلّ وعزّ ويلومه فيما يلحقه من المصائب، وينسى النعم.
  {وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ٧}
  {وَإِنَّهُ} أي وإنه ربه {عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ}.
  {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ٨}
  {وَإِنَّهُ} أي وإن الإنسان {لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} في معناه أقوال: قيل: لشديد القوى، وقول الفراء(١): أن المعنى أن الإنسان للخير لشديد الحب فالتقدير عنده إنه لحبّ الخير لشديد الحب ثم حذف ما بعد شديد، والقول الثالث سمعت علي بن سليمان يقول كما تقول: أنا أكرم فلانا لك أي من أجلك أي وإنه من أجل حبّ الخير أي المال لشديد أي لبخيل.
  {أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ٩}
  لا يجوز أن يعمل في «إذا» «يعلم»، ولا «لخبير»، ولكن العامل فيها عند محمد بن يزيد «بعثر»، وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
  {وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ١٠}
  يقول أبرز.
  {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١}
  كسرت «إنّ» من أجل اللام. حكى علي بن سليمان عن محمد بن يزيد أنه يجوز فتحها مع اللام؛ لأنها زائدة، دخولها كخروجها إلّا أنها أفادت التوكيد.
(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٨٥.