إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(112) شرح إعراب سورة قل هو الله أحد (الإخلاص)

صفحة 195 - الجزء 5

  على ما قال الشيخ والأجود البعلي، وهذا جائز عند الكوفيين وقد بيّنّا في قوله جلّ وعزّ: {عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ}⁣[المدثر: ٣٠] والأخفش سعيد قوله كقول الفراء في أنه كناية عن مفرد «الله» خبر قال الأخفش «أحد» بدل من «الله». قرأ نصر بن عاصم وعبد الله بن أبي إسحاق {أَحَدٌ اللهُ} بغير تنوين، وكذا يروى عن أبان بن عثمان حذفوا التنوين لالتقاء الساكنين، وأنشد سيبويه:] المتقارب] ٥٩٣ - ولا ذاكر الله إلّا قليلا⁣(⁣١) وأنشد الفراء⁣(⁣٢): [الخفيف]

  ٥٩٤ - كيف نومي على الفراش ولمّا ... تشمل الشّام غارة شعواء

  تذهل الشّيخ عن بنيه وتلوي ... عن خدام العقلة العذراء

  يريد عن خدام العقيلة فحذف التنوين لالتقاء الساكنين كما قرءوا {أَحَدٌ اللهُ} والأجود تحريك التّنوين لالتقاء الساكنين، لأنه علامة فحذفه قبيح، وقراءة الجماعة أولى. وفي «أحد» ثلاثة أقوال منها: أن يكون أحد بمعنى وحد، ووحد بمعنى واحد، كما قال: [البسيط]

  ٥٩٥ - كأنّ رحلي وقد زال النّهار بنا ... يوم الجليل على مستأنس وحد⁣(⁣٣)

  فأبدل من الواو همزة. والقول الثاني أن يكون الأصل واحدا أبدل من الواو همزة، وحذفت الهمزة لئلا يلتقي همزتان، والقول الثالث أن أحدا بمعنى أوّل كما تقول: اليوم الأحد، واليوم الأول مسموع من العرب، وقال بعض أهل النظر في أحد من الفائدة ما ليس في واحد؛ لأنك إذا قلت: فلان لا يا قوم له واحد، جاز أن يا قوم له اثنان وأكثر فإذا قلت. فلان لا يا قوم له أحد، تضمن معنى واحد وأكثر. قال أبو جعفر: وهذا غلط لا اختلاف بين النحويين أن أحدا إذا كان كذا لم يقع إلا في النفي كما قال: [البسيط]

  ٥٩٦ - وقفت فيها أصيلا كي أسائلها ... عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد⁣(⁣٤)

  فإذا كان بمعنى واحد وقع في الإيجاب تقول: ما مرّ بنا أحد، أي واحد فكذا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}.


(١) مرّ الشاهد رقم ٧٣.

(٢) الشعر لعبيد الله بن قيس الرقيّات في ديوانه ٩٥، وتاج العروس (شمل) و (شعى)، ولسان العرب (شمل) و (خدم) و (شعا)، ومقاييس اللغة ٣/ ١٩٠، ومجمل اللغة ٣/ ١٦١، وأساس البلاغة (شعو)، والشعر والشعراء ٥٤٦، وسمط اللآلي ١/ ٢٩٤.

(٣) الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه ٣١، والخصائص ٣/ ٢٦٢، والخزانة ١/ ٥٢١.

(٤) مرّ الشاهد رقم (٥٧٤).