إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(5) شرح إعراب سورة المائدة

صفحة 263 - الجزء 1

  اذْكُرُوا}⁣(⁣١) بضم الميم وكذلك ما أشبهه وتقديره يا أيّها القوم كما قال: [البسيط]

  ١١٩ - ويلا عليك وويلا منك يا رجل⁣(⁣٢)

  {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ} لم ينصرف لأن فيه ألف تأنيث. {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} قيل تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب، وقيل جعلكم ذوي منازل لا يدخل عليكم فيها إلا بإذن. وروى أنس بن عياض عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك: لا أعلمه إلا قال: قال رسول الله : «من كان له منزل أو قال بيت يأوي إليه وزوجة وخادم يخدمه فهو ملك»⁣(⁣٣). {ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ} حذفت الياء للجزم، ويجوز إثباتها في الشعر.

  {يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ ٢١}

  {يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} يعني بيت المقدس و {الْمُقَدَّسَةَ} نعت للأرض أي المطهّرة من كثير من الذنوب بكثرة الأنبياء فيها. {الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} نعت أي كتب لكم سكناها. {وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ} أي لا ترجعوا عن طاعتي. {فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ} جواب النهي.

  {قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ ٢٢}

  {قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً} اسم «إن». {جَبَّارِينَ} نعت والخبر في الظرف. {حَتَّى يَخْرُجُوا} نصب بحتى ولا يجوز رفعه لأنه مستقبل.

  {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٣}

  {قالَ رَجُلانِ} ويجوز الإدغام إدغام اللام في الراء ويجوز إسكان الجيم من رجلين لثقل الضمة. {مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ} ومن قرأ {يَخافُونَ}⁣(⁣٤) قال: هما جبّاران من الله عليهما بالإسلام ومن فتح الياء قال: هما من أصحاب موسى الذين يخافون الجبارين، وقد يجوز على هذه القراءة أن يكونوا من الجبّارين.


(١) هذه قراءة ابن محيصن، انظر البحر المحيط ٣/ ٤٦٩.

(٢) الشاهد للأعشى في ديوانه ص ١٠٧، وخزانة الأدب ٨/ ٣٩٤، وشرح المفصّل ١/ ١٢٩، ولسان العرب (ويل)، والمحتسب ٢/ ٢١٣، وتاج العروس (ويل). وتمام البيت:

«قالت هريرة لمّا جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل»

(٣) انظر تفسير القرطبي ٦/ ١٢٤.

(٤) هذه قراءة ابن عباس وابن جبير ومجاهد، انظر البحر المحيط ٣/ ٤٧٠ ومختصر ابن خالويه ٣١.