(5) شرح إعراب سورة المائدة
  ذلِكَ} قد ذكرناه. {صِياماً} على البيان. {لِيَذُوقَ} بلام كي. {وَمَنْ عادَ} في موضع جزم بالشرط إلا أنه فعل ماض مبني على الفتح. {فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ} فعل مستقبل وفيه جواب الشرط.
  {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٩٦}
  {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} اسم ما لم يسم فاعله. {وَطَعامُهُ} عطف عليه. وقد ذكرنا معناه ومن أحسن ما قيل فيه أن الله تعالى أحلّ صيد البحر وأكله، وقد قيل: طعامه الماء لأنه يتطعّم، وقرأ ابن عباس وطعمه(١) بضم الطاء وإسكان العين. {مَتاعاً} منصوب على أنه مصدر لأن معنى أحلّ لكم هذا متّعتم به متاعا، ونظيره {كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ}[النساء: ٢٤]. ما دمتم حرما، ويقال: «دمتم»(٢) والضمّ أفصح.
  {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٩٧}
  {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ} مفعول أول، وقيل لها كعبة لتربيع أعلاها. {الْبَيْتَ الْحَرامَ} بدل. قيما مفعول ثان وقرأ ابن عامر وعاصم الجحدري {قِياماً لِلنَّاسِ}(٣) وهما من ذوات الواو فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وقد قيل: قوام. {وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ} عطف. {لِتَعْلَمُوا} في موضع رفع أي الأمر ذلك ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعل الله ذلك. {أَنَ} لام كي. {أَنَّ اللهَ} في موضع نصب.
  {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ١٠١}
  {أَشْياءَ} لا تنصرف، وللنحويين فيها أقوال: قال(٤) الخليل وسيبويهرحمهما الله والمازني: أصلها فعلاء شيئاء فاستثقلت همزتان بينهما ألف فقلبت الأولى فصارت لفعاء، وقال الكسائي وأبو عبيد: لم تنصرف لأنها أشبهت حمراء لقول العرب: أشياوات مثل حمراوات، وقال الأخفش والفراء(٥) والزيادي: لم تنصرف لأنها أفعلاء
(١) هذه قراءة يحيى بن وثاب، انظر البحر المحيط ٤/ ٢٧.
(٢) انظر البحر المحيط ٤/ ٢٨، وتيسير الداني ٨٣، ومختصر ابن خالويه ٣٥.
(٣) انظر الكتاب ٤/ ٥٢٤، والبحر المحيط ٤/ ٣٢.
(٤) انظر معاني الفراء ١/ ٣٢١.
(٥) انظر البحر المحيط ٤/ ٣٦.