إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(6) شرح إعراب سورة الأنعام

صفحة 36 - الجزء 2

  ويجوز الضمّ والفتح وقرأ أبو السمال {خُطُواتِ الشَّيْطانِ}⁣(⁣١) بفتح الخاء والطاء.

  {ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ١٤٣}

  {ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ} في نصبه ستة أقوال: قال الكسائي: هو منصوب بإضمار أنشأ، وقال الأخفش سعيد: هو منصوب على البدل من حمولة وفرش، وإن شئت على الحال، وقال الأخفش علي بن سليمان: يكون منصوبا بكلوا أي كلوا لحم ثمانية أزواج، ويجوز أن يكون منصوبا على البدل من «ما» على الموضع، ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى كلوا المباح ثمانية أزواج {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} قرأ طلحة بن مصرّف وعيسى {مِنَ الضَّأْنِ}⁣(⁣٢) بفتح الهمزة، وقرأ أبان بن عثمان من الضأن اثنان ومن المعز اثنان⁣(⁣٣) رفعا بالابتداء وقرأ أبو عمرو والحسن وعيسى ومن المعز⁣(⁣٤) بفتح العين وفي حرف أبيّ ومن المعزى اثنين⁣(⁣٥)، قال أبو جعفر: الأكثر في كلام العرب المعز والضأن بالإسكان، ويدلّ على هذا قولهم في الجمع: معيز هذا جمع معز كما يقال: عبد وعبيد، وقال امرؤ القيس: [الوافر]

  ١٣٩ - ويمنحها بنو شمج بن جرم ... معيزهم حنانك ذا الحنان⁣(⁣٦)

  واختار أبو عبيد ومن المعز أيضا بإسكان العين، قال: لإجماعهم على الضأن وقد ذكرنا أنه قد قرئ {الضَّأْنِ} وما عزّ ومعز مثل تاجر وتجر فأما معز فيجوز لأن فيه حرفا من حروف الحلق وكذا ضأن. {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} منصوب بحرّم. {أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ} عطف عليه وكذا {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ} وزدت مع ألف الوصل مدة فقلت الذكرين لنفرق بين الخبر والاستفهام، ويجوز حذف المدة لأن «أم» تدلّ على الاستفهام كما قال: [المتقارب]

  ١٤٠ - تروح من الحيّ أم تبتكر⁣(⁣٧)

  {قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً


(١) انظر الكتاب ٢/ ٤٦.

(٢) انظر المحتسب ١/ ٢٣٣.

(٣) وهي قراءة الحسن أيضا، انظر البحر المحيط ٤/ ٢٤١.

(٤) انظر البحر المحيط ٤/ ٢٤١.

(٥) انظر البحر المحيط ٤/ ٢٤١، ومختصر ابن خالويه ٤١.

(٦) الشاهد لامرى القيس في ديوانه ص ١٤٣، ولسان العرب (حنن)، وبلا نسبة في مجالس ثعلب ٢/ ٥٤٣، والمقتضب ٣/ ٢٢٤.

(٧) مرّ الشاهد رقم (٧).