إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(9) شرح إعراب سورة براءة

صفحة 110 - الجزء 2

  وزائدة، ومخففة من الثقيلة ولكنها مبهمة وليس كذا غيرها وأنشد سيبويه: [الكامل]

  ١٧٧ - لا تجزعي إن منفسا أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي⁣(⁣١)

  {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} مفعولان حذف من أحدهما الحرف والجمع مآمن.

  {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ٧}

  {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ} اسم يكون {إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ} استثناء. قال محمد بن إسحاق: هم بنو بكر.

  {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ ٨}

  {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} قال الأخفش سعيد: أضمر، أي كيف لا تقتلونهم والله أعلم، وقال أبو إسحاق: المعنى كيف يكون لهم عهد ثم حذف كما قال: [الطويل]

  ١٧٨ - وخبرتماني أنّما الموت بالقرى ... فكيف وهذا هضبة وكثيب⁣(⁣٢)

  قال: التقدير وكيف مات {لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً} وبعده {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً} وليس هذا تكريرا ولكن الأول لجميع المشركين والثاني لليهود خاصة، والدليل على هذا قوله: {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً} يعني اليهود باعوا حجج الله جلّ وعزّ وبيانه بطلب الرئاسة وطمع في شيء وجمع إل آلال في القليل، والكثير ألال، وذمّة وذمم.

  {فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ١١}

  {فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ} أي فهم إخوانكم.


(١) الشاهد للنمر بن تولب في الكتاب ١/ ١٨٨، وديوانه ٧٢، وتخليص الشواهد ٤٩٩، وخزانة الأدب ١/ ٣١٤، وسمط اللآلي ٤٦٨، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٧٢، وشرح المفصّل ٢/ ٣٨، ولسان العرب (نفس) و (خلل)، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٣٥، وبلا نسبة في الأزهيّة ص ٢٤٨، والأشباه والنظائر ٢/ ١٥١، والجنى الداني ٧٢، وجواهر الأدب ٦٧، وخزانة الأدب ٣/ ٣٢، والردّ على النحاة ١١٤، وشرح الأشموني ١/ ١٨٨، وشرح ابن عقيل ٢٦٤، ومغني اللبيب ١/ ١٦٦، والمقتضب ٢/ ٧٦.

(٢) الشاهد لكعب بن سعد الغنوي في اللسان (قول) و (هذا)، وبلا نسبة في شرح المفصل ٣/ ١٣٦، وتفسير الطبري ١٠/ ٨٣.