(9) شرح إعراب سورة براءة
  قرأ أبان بن تغلب {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}(١) وروى المفضل عن الأعمش وعاصم {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}(٢) بفتح الغين وإسكان اللام. قال الفراء: لغة أهل الحجاز وبني أسد(٣) غلظة بكسر الغين ولغة تميم غلظة بضم الغين.
  {وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ١٢٧}
  يجوز أن يكون {صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} دعاء عليهم أي قولوا لهم هذا ويجوز أن يكون خبرا.
  {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}
  {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} رفع بجاءكم، {عَزِيزٌ عَلَيْهِ} نعت وكذا {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} وكذا {رَؤُفٌ رَحِيمٌ} قال الفراء(٤): فلو قرئ: عزيزا عليه ما عنتّم حريصا رؤوفا رحيما، نصبا جاز بمعنى لقد جاءكم كذلك. قال أبو جعفر: عنتّم من قوله: أكمة عنوت إذا كانت شاقّة مهلكة. وأحسن ما قيل في هذا المعنى مما هو موافق لكلام العرب ما حدّثنا به أحمد بن محمد الأزديّ قال: حدّثني عبد الله بن محمد الخزاعي قال: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت عبد الله بن داود الجريبيّ يقول في قول الله جلّ وعزّ {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ} قال: إن تدخلوا النار، حريص عليكم؟ قال: إن تدخلوا الجنة.
  {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}
  {فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ} ابتداء وخبر وكذا {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ومن رفع العظيم جعله نعتا لربّ.
(١) و (٢) و (٣) انظر البحر المحيط ٥/ ١١٨.
(٤) انظر معاني الفراء ١/ ٤٥٦.