(10) شرح إعراب سورة يونس #
  لِلنَّاسِ عَجَب}(١) على أنه اسم كان، والخبر {أَنْ أَوْحَيْنا}، {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} في موضع نصب أي بأن أنذر الناس وكذا {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} ويجوز أنّ لهم قدم صدق بمعنى قل.
  {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ٣}
  {ما مِنْ شَفِيعٍ} في موضع رفع والمعنى ما شفيع {إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}.
  {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ ٤}
  {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} رفع بالابتداء {جَمِيعاً} على الحال. {وَعْدَ اللهِ} مصدر لأنّ معنى مرجعكم وعدكم. {حَقًّا} مصدر نصبا وأجاز الفراء(٢) «وعد الله» بالرفع بمعنى مرجعكم إليه وعد الله. قال أحمد بن يحيى ثعلب يجعله خبر مرجعكم، وأجاز الفراء «وعد الله حقّ» وقرأ يزيد بن القعقاع {إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ}(٣) يكون «أنّ» في موضع نصب أي وعدكم أنه يبدأ الخلق، ويجوز أن يكون التقدير: لأنه يبدأ الخلق كما يقال: لبّيك أن الحمد والنّعمة لك، والكسر أجود، وأجاز الفراء(٤) أن يكون «أنّ» في موضع رفع. قال أحمد بن يحيى: يكون التقدير: حقا ابتداء الخلق.
  {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٥}
  {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً} مفعولان. {وَالْقَمَرَ نُوراً} عطف. {وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ} بمعنى وقدّر له مثل {وَإِذا كالُوهُمْ}[المطففين: ٣] ويجوز أن يكون المعنى قدّره ذا منازل مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] وقدّره ولم يقل: وقدّرهما والشمس والقمر جميعا منازل، ففي هذا جوابان: أحدهما أنه خصّ القمر لأن العامة به تعرف الشّهور، والجواب الآخر أنه حذف من الأول لدلالة الثاني عليه وأنشد سيبويه والفراء: [الطويل]
  ١٩٦ - رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بريئا ومن جول الطّويّ رماني(٥)
(١) انظر البحر المحيط ٥/ ١٢٦.
(٢) انظر معاني الفراء ١/ ٤٥٧، والبحر المحيط ٥/ ١٢٩.
(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٥٦.
(٤) انظر معاني الفراء ١/ ٤٥٧.
(٥) الشاهد لعمرو بن أحمر في ديوانه ١٨٧، والكتاب ١/ ١٢٥، والدرر ٢/ ٦٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٤٩، وله أو للأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي في لسان العرب (جول). والطوي: البئر.