(11) شرح إعراب سورة هود #
  ساكنان ولا يجوز كسر الزاي. قال أبو جعفر: ومن قرأ من خزي يومئذ حذف التنوين وأضاف ومن نوّن نصب يومئذ على أنه ظرف ومن حذف التنوين ونصب فقال ومن خزي يومئذ فله تقديران عند النحويين: فتقدير سيبويه أنه مبنيّ لأن ظرف الزمان ليس الإعراب فيه متمكنا فلما أضيف إلى غير معرب بني وأنشد: [الطويل]
  ٢١٦ - على حين ألهى الناس جلّ أمورهم(١)
  وقال أبو حاتم: جعل «يوم» و «إذ» بمنزلة خمسة عشر.
  {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ ٦٧}
  {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} صيح بهم فماتوا وذكّر لأن الصيحة والصياح واحد، {فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ} قيل: ساقطين على وجوههم.
  {وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ٦٩}
  {وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى} قيل: بالولد، وقيل: بشروه بأنهم رسل الله جلّ وعزّ وأنّه لا خوف عليه. {قالُوا سَلاماً} في نصبه وجهان: يكون مصدرا، والوجه الآخر أن يكون منصوبا بقالوا كما يقال: قالوا خيرا والتفسير على هذا روى يحيى القطّان عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {قالُوا سَلاماً} أي سددا، {قالَ سَلامٌ}(٢) في رفعه وجهان: أحدهما على إضمار مبتدأ أي هو سلام وأمري سلام، والآخر بمعنى سلام عليكم. قال الفراء(٣): ولو كانا جميعا منصوبين أو مرفوعين جاز، غير أن الفراء اعتلّ لأن كان الأول منصوبا والثاني مرفوعا فقال: قالوا سلاما فقال إبراهيم ﷺ هو سلام إن شاء الله. {فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} سيبويه يذهب إلى أنّ «أن» في موضع نصب، قال: تقول: لا يلبث أن يأتيك أي عن إتيانك وأجاز الفراء: أن يكون موضعها بلبث أي فما أبطأ مجيئه.
(١) الشاهد لأعشى همدان في الحماسة البصرية ٢/ ٢٦٢، ولشاعر من همدان في شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٧١، ولأعشى همدان أو للأحوص أو لجرير في المقاصد النحوية ٣/ ٤٦، وهو مع آخر في ملحق ديوان الأحوص ص ٢١٥، وملحق ديوانه جرير ١٠٢١، وبلا نسبة في الكتاب ١/ ١٧١، والإنصاف ٢٩٣، وجمهرة اللغة ٦٨٢، والخصائص ١/ ١٢٠، وسرّ صناعة الإعراب ص ٥٠٧، وشرح الأشموني ١/ ٢٠٤، وشرح التصريح ١/ ٣٣١، وشرح ابن عقيل ٢٨٩، ولسان العرب (ندل) و (خشف) وعجزه:
«فندلا زريق المال ندل الثعالب»
(٢) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٤١.
(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٢١.