(11) شرح إعراب سورة هود #
  {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ٩٨ وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ٩٩}
  {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} يقال: قدمهم يقدمهم قدما وقدوما إذا تقدّمهم {وَبِئْسَ الْوِرْدُ} رفع ببئس {الْمَوْرُودُ} رفع بالابتداء وإن شئت على إضمار مبتدأ، وكذا بئس {الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} حكى الكسائي وأبو عبيدة(١): رفدته أرفده رفدا أي أعنته وأعطيته، واسم العطيّة الرفد.
  {ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ ١٠٠}
  {ذلِكَ} رفع على إضمار مبتدأ أي الأمر ذلك وإن شئت بالابتداء، وكذا {مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ} أي منها موجود مبني ومنها مخسوف به وذاهب. قال الأخفش سعيد: حصيد أي محصود وجمعه حصدى وحصاد مثل مرضى ومراض، قال: ويجوز فيمن يعقل حصداء مثل قبيل وقبلاء.
  {وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ١٠١}
  {وَما ظَلَمْناهُمْ} أصل الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه، {وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} وحكى سيبويه أنه يقال: ظلم إياه. {وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} مفعولان وهو مجاز لمّا كانت عبادتهم إياها قد خسرتهم ثواب الآخرة، قيل: ما زادوهم غير تخسير.
  {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ١٠٢}
  {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ} ابتداء وخبر، وقرأ عاصم الجحدريّ وكذلك أخذ ربّك إذ أخذ القرى(٢) فإذ لما مضى أي حين أخذ القرى، وإذا للمستقبل أي متى أخذ القرى {وَهِيَ ظالِمَةٌ} أي أهلها مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢].
  {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ١٠٣}
  {ذلِكَ يَوْمٌ} ابتداء وخبر {مَجْمُوعٌ} من نعته الناس اسم ما لم يسمّ فاعله ولهذا لم يقل: مجموعون، ويجوز أن يكون الناس رفعا بالابتداء، ومجموع له خبره ولم يقل: مجموعون لأن «له» يقوم مقام الفاعل.
  {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥}
  يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه(٣) قراءة أهل المدينة وأبي عمرو والكسائي
(١) انظر مجاز القرآن ١/ ٢٩٨.
(٢) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٦٠.
(٣) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٦١.