(12) شرح إعراب سورة يوسف #
  نتحارس ونتحافظ من قولهم: رعاك الله أي حفظك. قال أبو جعفر: وعلامة الجزم في نرتع ويرتع الضمّة، وهو مجزوم لأنه جواب أرسله، وعلامة الجزم في نرتع ويرتع حذف الياء {وَيَلْعَبْ} عطف عليه. {وَإِنَّا لَهُ} تبيين. {لَحافِظُونَ} خبر «إنّ».
  {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ ١٣}
  {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي} اللغة الفصيحة، حكى ذلك يعقوب وغيره {أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} في موضع رفع أي ذهابكم به {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} من تذاءبت الريح إذا جاءت من كلّ وجه كذا قال أحمد بن يحيى، قال: و «الذئب» مهموز لأنه يجيء من كلّ وجه، وروى ورش عن نافع «الذيب»(١) بغير همز لما كانت الهمزة ساكنة وقبلها كسرة فخففها صارت ياء.
  {وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ ١٦ قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ ١٧}
  {عِشاءً} ظرف {يَبْكُونَ} في موضع الحال. قال محمد بن يزيد {وَلَوْ كُنَّا} أي وإن كنّا.
  {وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ١٨}
  {وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} مجاز أي ذي كذب مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢]. {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال أبو إسحاق: أي فشأني أو الّذي أعتقده صبر جميل. قال قطرب: أي فصبري صبر جميل. قال أبو حاتم: قرأ عيسى بن عمر فيما زعم سهل بن يوسف فصبرا جميلا(٢) قال: وكذا الأشهب العقيلي، قال: وكذا في مصحف أنس وأبي صالح(٣). قال محمد بن يزيد: «فصبر جميل» بالرفع أولى من النصب؛ لأن المعنى: فالذي عندي صبر جميل، قال: وإنما النصب الاختيار في الأمر كما قال جلّ وعزّ {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً}[المعارج: ٥]. قال أبو جعفر: والنصب على المصدر {وَاللهُ الْمُسْتَعانُ} ابتداء وخبر. {عَلى ما تَصِفُونَ} مجاز والمعنى - والله أعلم - والله المستعان على احتمال ما تصفون.
(١) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٨٧.
(٢) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٩٠، ومختصر ابن خالويه ٦٣.
(٣) أبو صالح، محمد بن عمير بن الربيع الهمذاني الكوفي، عارف بحروف حمزة، انظر غاية النهاية ٢/ ٢٢٢.