إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(14) شرح إعراب سورة إبراهيم #

صفحة 228 - الجزء 2

  وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ}⁣[الحج: ٥] وأنشد النحويون: [الرجز]

  ٢٤٥ - يريد أن يعربه فيعجمه⁣(⁣١)

  قال أبو إسحاق: يجوز النصب {فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ} على أن يكون مثل {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً}⁣[القصص: ٨] أي صار أمرهم إلى هذا.

  {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٥}

  يجوز أن تكون «أن» في موضع نصب أي بأن أخرج قومك. وهذا مذهب سيبويه كما يقال: أمرته أن قم والمعنى أمرته أن يقوم ثم حمل على المعنى كما قال: [الكامل]

  ٢٤٦ - وأنا الذي قتلت بكرا بالقنا⁣(⁣٢)

  ويجوز أن تكون «أن» لا موضع لها من الإعراب مثل: أرسلت إليه أن قم، والمعنى أي قم، ومثله قوله سبحانه {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا}⁣[ص: ٦].

  {وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ٦}

  {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ} في موضع آخر بغير واو، إذا كان بالواو فهو عند الفراء⁣(⁣٣) بمعنى يعذّبونكم ويذبّحونكم فيكون التذبيح غير العذاب الأول ويجوز عند غيره أن يكون بعض الأول، وإذا كان بغير واو فهو تبيين للأول وبدل منه كما أنشد سيبويه: [الطويل]

  ٢٤٧ - متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا⁣(⁣٤)


(١) الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ١٨٦، والكتاب ٣/ ٥٩، وللحطيئة في ديوانه ٢٣٩، والأزهية ٢٤٢، والدرر ٦/ ٨٦، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ١٤٩، والمقتضب ٢/ ٣٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٣١، ولسان العرب (حضض).

(٢) الشاهد للمهلهل بن ربيعة في المقتضب ٤/ ١٣٢، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ٧٣، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٥٨، وشرح المفصّل ٤/ ٢٥ وعجزه:

«وتركت تغلب غير ذات سنام»

(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٦٨.

(٤) الشاهد لعبيد بن الحرّ في خزانة الأدب ٩/ ٩٠، والدرر ٦/ ٦٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٦٦، وسرّ صناعة الإعراب ص ٦٧٨، وشرح المفصّل ٧/ ٥٣، وبلا نسبة في الكتاب ٣/ ١٠٠، ورصف المباني ص ٣٢، وشرح الأشموني ٤٤٠، وشرح المفصّل ١٠/ ٢٠، ولسان العرب (نور) والمقتضب ٢/ ٦٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٨.