إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(14) شرح إعراب سورة إبراهيم #

صفحة 235 - الجزء 2

  {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ٤٨}

  {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} اسم ما لم يسمّ فاعله {غَيْرَ الْأَرْضِ} خبره. وفي معناه قولان: أحدهما أنها تبدّل أرضا غير هذه وفي هذا أحاديث، والقول الآخر أنّ تبديلها إذهاب جبالها وجعلها قاعا صفصفا، وتبديل السماء انفطارها وانتثار كواكبها وتكوير شمسها، كما يقال: بدّلت خاتمي أي غيّرته عمّا كان عليه.

  {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ٤٩}

  {مُقَرَّنِينَ} نصب على الحال، {مُقَرَّنِينَ} معطوفة أيديهم وأرجلهم إلى أعناقهم بالسّلاسل والأغلال. والقرن بفتح الراء الحبل الذي يجمع به بين الشيئين. قال جرير: [البسيط]

  ٢٥٦ - وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن⁣(⁣١)

  {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ٥٢}

  {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ} ابتداء وخبر أي هذا الوعظ قد بلغ لهم إن اتّعظوا {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} لام كي، والفعل محذوف لعلم السامع. {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ} عطف عليه.


(١) الشاهد لجرير في ديوانه ١٢٨، والكتاب ٢/ ٩٣، وجمهرة اللغة ١٣٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٥٩، وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٧، وكتاب الصناعتين ٢٤، ولسان العرب (لزز) و (قعس) و (قنعس)، و (لين)، والمقتضى ٤/ ٤٦، وبلا نسبة في الردّ على النحاة ٧٤، وشرح المفصّل ١/ ٣٥.