إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(15) شرح إعراب سورة الحجر

صفحة 244 - الجزء 2

  {وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ٦٧}

  في موضع نصب على الحال.

  {قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ ٦٨}

  {قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي} وحّد لأنه مصدر في الأصل ضفته ضيفا أي نزلت به، والتقدير: ذوو ضيفي. قال أبو إسحاق: المعنى أو لم ننهك عن ضيافة العالمين، وقال غيره: المعنى أو لم ننهك عن أن تجير أحدا علينا وتمنعنا منه.

  {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ٧٢}

  {لَعَمْرُكَ} مبتدأ، والخبر محذوف لأن القسم باب حذف، والتقدير لعمرك قسمي {إِنَّهُمْ} بالكسر لأنه جواب القسم وأجاز جماعة من النحويين فتحها. {لَفِي سَكْرَتِهِمْ} أي جهلهم شبّه بالسكر.

  {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ٧٣}

  نصب على الحال. وأشرقوا صادفوا شروق الشمس أي طلوعها.

  {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥}

  أي لعظات عن المعاصي والكفر للمستدلّين.

  {وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ ٧٨}

  {وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ} لا اختلاف في صرف هذا والذي في «ق»⁣(⁣١)، واختلفوا في الذي في «الشعراء»⁣(⁣٢) والذي في «ص»⁣(⁣٣) فقرأهما أهل المدينة بغير صرف، وقرأهما أهل البصرة وأهل الكوفة كذينك، وهذا هو الحقّ؛ لأنه لا فرق بينهنّ والقصة واحدة، وإنما هذا كتكرير القصص في القرآن. فأما قول من قال: إن أيكة اسم للقرية، وإن «الأيكة» اسم للبلد فغير معروف ولا مشهور، فأمّا احتجاج من احتجّ بالسواد وقال: لا أصرف اللتين في «الشعراء» و «ص» لأنهما في الخطّ بغير ألف فلا حجّة له في ذلك وإنما هذا على لغة من قال: جاءني صاحب زيد لسود، يريد الأسود، فألقى حركة الهمزة على اللام فتحرّكت اللام وسقطت ألف الوصل لتحرّكها وسقطت الهمزة لمّا ألقيت حركتها على ما قبلها، وكذا ليكة.


(١) ق: ١٤، {وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ}.

(٢) الشعراء: ١٧٦ {كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ}.

(٣) ص: ١٣ {وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ}.