(24) شرح إعراب سورة النور
  من ماء جاء هذا هكذا. وقيل: أصل خلق النار والنور من الماء. {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ} ومن مشى على أكثر من أربع فهو يمشي على أربع، وغلب ما يعقل لمّا اجتمع مع ما لا يعقل؛ لأنه المخاطب والمتعبّد.
  {مُذْعِنِينَ} في موضع الحال.
  {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا} فأنكر الله عليهم ذلك لما أظهر من البراهين فقال: {بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
  وقرأ الحسن {إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ}(١) جعله اسم كان والخبر {أَنْ يَقُولُوا}.
  {قُلْ لا تُقْسِمُوا} نهاهم عن الحلف لأنّ عزمهم كان على غير ذلك فهم آثمون إذا حلفوا. {طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} على إضمار لتكن طاعة، ويجوز أن يكون المعنى: طاعة أولى بكم.
  قال أبو إسحاق: يجوز طاعة بالنصب يعني على المصدر.
  {فَإِنْ تَوَلَّوْا} في موضع جزم بالشرط، والأصل تتولّوا فحذفت إحدى التاءين لدلالة الأخرى، وحذفت النون للجزم، والجواب في الفاء وما بعدها.
  فكان في هذه الآية دلالة عن نبوّة رسول الله ﷺ لأن الله أنجز ذلك الوعد، وكان
(١) قول: بالرفع، وهي قراءة عليّ وابن أبي إسحاق أيضا، انظر البحر المحيط ٦/ ٤٢٩.