(26) شرح إعراب سورة الشعراء
  هذا ما قاله أبو إسحاق في كتابه «في القرآن» قال: «أن» في موضع نصب مفعول له، والمعنى: لعلّك قاتل نفسك لتركهم الإيمان.
  {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً} شرط ومجازاة. {فَظَلَّتْ} معناه فتظلّ، لأن الماضي يأتي بمعنى المستقبل في المجازاة. وقد ذكرنا «خاضعين» ولم يقل: خاضعات بما يستغني عن الزيادة.
  أصل الكرم في اللغة الشرف والفضل، فنخلة كريمة أي فاضلة كثيرة الثمر، ورجل كريم فاضل شريف صفوح، قال الفراء: والزوج اللون.
  {إِذْ} في موضع نصب، واتل عليهم إذ نادى ربك موسى، ويدل على هذا أن بعده {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ}[الشعراء: ٦٩] {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
  {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} بدل. {أَلا يَتَّقُونَ} لأنهم غيّب عن المخاطبة، ويجوز ألا تتّقون بمعنى قل لهم، ومثله {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}[آل عمران: ١٢] بالتاء والياء ..
  {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي}. قال الكسائي: القراءة بالرفع يعني في {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي} من وجهين: أحدهما: الابتداء، والآخر: بمعنى وإنّي يضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني نسقا على «أخاف». قال: ويقرأ بالنصب، وكلاهما وجه. قال أبو جعفر: الوجه الرفع؛ لأن النصب عطف على «يكذّبون»، وهذا بعيد يدلّ على ذلك قوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}[طه: ٢٧] فهذا يدلّ على أن هذا كذا.
  قال أبو إسحاق: {أَنْ أَرْسِلْ} في موضع نصب، أي أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل، فامتنّ عليه فرعون بالتربية.