(29) شرح إعراب سورة العنكبوت
  نصب بمعنى: ساء شيئا يحكمون، والتقدير الآخر أن يكون «ما» في موضع رفع بمعنى ساء الشيء حكمهم وقدرها أبو الحسن بن كيسان تقديرين آخرين سوى ذينك: أحدهما أن يكون «ما» مع يحكمون بمنزلة شيء واحد، كما تقول:
  أعجبني ما صنعت أي صنيعك، قال: وإن قلت ساء صنيعك لم يجز، والتقدير الآخر أن يكون «ما» لا موضع لها من الإعراب وقد قامت مقام الاسم لساء، وكذا نعم وبئس. قال أبو الحسن بن كيسان: وأنا أختار أن أجعل لما موضعا في كلّ ما أقدر عليه نحو قول الله جلّ وعزّ {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ}[آل عمران: ١٥٩]، وكذا {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ}[النساء: ١٥٥]، وكذا: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}[القصص: ٢٨] «ما» في موضع خفض في هذا كلّه وما بعدها تابع لها، وكذا {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً}[البقرة: ٢٦] «ما» في موضع نصب وبعوضة تابعة لها.
  {مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ} أهل التفسير على أنّ المعنى: من كان يخاف الموت فليفعل عملا صالحا فإنه لا بدّ أن يأتيه، و «من» في موضع رفع بالابتداء، و «كان» في موضع الخبر وفي موضع جزم بالشرط و «يرجو» في موضع خبر كان، والمجازاة {فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ}.
  {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً} قال أبو إسحاق: مثل ووصينا الإنسان بوالديه ما يحسن، قال: رويت إحسانا، والمعنى: ووصّينا الإنسان بوالديه أن يحسن إليهما إحسانا.
  قيل: معناه يبيّن أمرهم لأن المبيّن للأمر هو العالم به.
  {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا} قال أبو إسحاق: أي الطريق الذي نسلكه في ديننا. {وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ} قال: هو أمر في تأويل شرط وجزاء أي إن تتّبعوا سبيلنا حملنا خطاياكم، كما قال: [الوافر]