(36) شرح إعراب سورة يس
  {وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ} لم ينصرفا، لأنهما من الجموع التي لا نظير لها في الواحد ولا يجمع.
  هذه اللغة الفصيحة ومن العرب من يأتي بأن فيقول: لعلّه أن ينصر.
  {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} يعني الآلهة، وجمعوا على جمع الآدميين لأنه أخبر عنهم بخبرهم {وَهُمْ} يعني الكفار {لَهُمْ} الآلهة {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} قال الحسن: يمنعون منهم ويدفعون عنهم، وقال قتادة: يغضبون لهم.
  {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} هذه هي اللغة الفصيحة. ومن العرب من يقول: يحزنك {إِنَّا} بكسر الهمزة فيما بعد القول لأنه مستأنف.
  {قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} حذفت الضمة من الياء لثقلها، ولا يجوز الإدغام لئلا يلتقي ساكنان وكذا {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ}.
  {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً} فذكّر الشجر ومن العرب من يقول: الشجر الخضراء كما قال جلّ وعزّ: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ}[الواقعة: ٥٢ - ٥٣].
  وحكي أن سلاما أبا المنذر قرأ {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى}(١) أي إن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم، فالذي خلق السموات والأرض يقدر على أن يبعثهم(٢).
(١) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٣٣.
(٢) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٤٤.