إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(36) شرح إعراب سورة يس

صفحة 275 - الجزء 3

  {وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ} لم ينصرفا، لأنهما من الجموع التي لا نظير لها في الواحد ولا يجمع.

  هذه اللغة الفصيحة ومن العرب من يأتي بأن فيقول: لعلّه أن ينصر.

  {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} يعني الآلهة، وجمعوا على جمع الآدميين لأنه أخبر عنهم بخبرهم {وَهُمْ} يعني الكفار {لَهُمْ} الآلهة {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} قال الحسن: يمنعون منهم ويدفعون عنهم، وقال قتادة: يغضبون لهم.

  {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} هذه هي اللغة الفصيحة. ومن العرب من يقول: يحزنك {إِنَّا} بكسر الهمزة فيما بعد القول لأنه مستأنف.

  {قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} حذفت الضمة من الياء لثقلها، ولا يجوز الإدغام لئلا يلتقي ساكنان وكذا {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ}.

  {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً} فذكّر الشجر ومن العرب من يقول: الشجر الخضراء كما قال جلّ وعزّ: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ}⁣[الواقعة: ٥٢ - ٥٣].

  وحكي أن سلاما أبا المنذر قرأ {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى}⁣(⁣١) أي إن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم، فالذي خلق السموات والأرض يقدر على أن يبعثهم⁣(⁣٢).


(١) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٣٣.

(٢) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٤٤.