(38) شرح إعراب سورة ص
  الله لأفعلنّ، وقد أجاز مثل هذا سيبويه وغلّطه في أبو العباس، ولم يجز إلّا النصب لأن حروف الخفض لا تضمر، والقول الآخر: أن تكون الفاء بدلا من القسم، كما أنشدوا:
  [الطويل]
  ٣٨٥ - فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فالهيتها عن ذي تمائم محول(١)
  وروى مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: من سئل عمّا لا يعلم فليقل لا أعلم ولا يتكلّف فإنّ قوله لا أعلم علم. وقد قال الله جلّ وعزّ لنبيه ﷺ: {قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ}.
  {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} أي نبأ القرآن حق بعد حين. قال أبو إسحاق: أي بعد الموت.
  وقال الفراء: بعد الموت وقبله أي سيتبيّن ذلك.
(١) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ١٢، والأزهيّة ٢٤٤، والجنى الداني ص ٧٥، وجواهر الأدب ٦٣، وخزانة الأدب ١/ ٣٣٤، والدرر ٤/ ١٩٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٥٠، والكتاب ٢/ ١٦٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٠٢، ولسان العرب (رضع) و (غيل)، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٣٦، وتاج العروس (غيل)، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٧٣، ورصف المباني ٣٨٧، وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢، ومغني اللبيب ١/ ١٣٦، وهمع الهوامع ٢/ ٣٦.