(40) شرح إعراب سورة الطول (غافر)
  الظَّالِمِينَ} بالياء؛ لأنه قد حال بين الفعل وبين الاسم. قال أبو جعفر: هذا لا يلزم لأن الأشهاد واحدهم شاهد مذكّر فتذكير الجميع فيهم حسن، ومعذرة مؤنّثة في اللفظ فتأنيثها حسن.
  {هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ٥٤}
  {هُدىً} في موضع نصب إلّا أنه يتبيّن فيه الإعراب لأنه مقصور. {وَذِكْرى} معطوف عليه ونصبهما على الحال.
  {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ٥٥}
  {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ} مصدر جعل ظرفا على السعة، والأبكار جمع بكر.
  {إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ٥٦}
  قال أبو إسحاق: المعنى أنّ الذين يجادلون في دفع آيات الله وقدره مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] وقال سعيد بن جبير {بِغَيْرِ سُلْطانٍ} بغير حجة. والسلطان يذكّر ويؤنّث ولو كان بغير سلطان أتتهم، لكان جائزا. {أَتاهُمْ} من نعت سلطان وهو في موضع خفض. {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ} قال أبو إسحاق: المعنى: ما في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغي إرادتهم فيه فقدره على الحذف. وقال غيره: المعنى ببالغي الكبر على غير حذف؛ لأنّ هؤلاء قوم رأوا أنهم إن اتّبعوا النبيّ ﷺ قلّ ارتفاعهم ونقصت أحوالهم وأنهم يرتفعون إذا لم يكونوا تبعا فأعلم الله جلّ وعزّ أنهم لا يبلغون الارتفاع الذي أمّلوه بالتكذيب {فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} أي من شرّهم.
  {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ٥٧}
  {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} مبتدأ وخبره وهذه لام التوكيد، وسبيلها أن تكون في أول الكلام لأنها تؤكّد الجملة إلّا أنها تزحلف عن موضعها. كذا قال سيبويه: تقول: إن عمرا لخارج وإنما أخّرت عن موضعها لئلّا يجمع بينها وبين «إنّ» لأنهما يؤديان عن معنى واحد، كذلك لا يجمع بين إنّ وأنّ عند البصريين. وأجاز هشام: إنّ أنّ زيدا منطلق حقّ، فإن حذفت حقّا لم يجز عند أحد من النحويين علمته ومما دخلت اللام في خبره قوله جلّ وعزّ بعد هذا {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها}.