علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

4 - المعل:

صفحة 105 - الجزء 1

  قال ابن الصلاح: (واعلم أن معرفة علل الحديث من أجلّ علوم الحديث وأدقها، وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب، وهي عبارة عن أسباب غامضة قادحة فيه)⁣(⁣١).

  طرق معرفة العلة:

  يستعان على إدراك العلة بأمور من أهمها:

  ١ - تفرد الراوي.

  ٢ - مخالفة غيره له.

  ٣ - قرائن أخرى يعرفها أهل هذا الشأن بعد جمع طرق الحديث.

  ٤ - ومنها عند الزيدية ما خالف مذهب الإمام علي # الثابت بالنقل الصحيح، أو ما أجمع عليه أكثر العترة $.

  قال الخطيب: (السبيل إلى معرفة علة الحديث أن تجمع بين طرقه وتنظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط)⁣(⁣٢).

أماكن وقوع العلة:

  وقد تقع العلة في الاسناد خاصة وهو الأكثر، كما تقع في متن الحديث، وقد تقع فيهما جميعاً، وقد يقدح في صحة الإسناد خاصه من غير قدح في صحة المتن مثل ما رواه يعلي بن عبيد عن سفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النبي ÷ قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)⁣(⁣٣)، فهذا الإسناد متصل بنقل العدل عن العدل وهو معلل السند


(١) مقدمة ابن الصلاح: ٤٢.

(٢) لوامع الأنوار (٣٧٨/ ٢) ومقدمة ابن الصلاح: ٤٣.

(٣) مقدمة ابن الصلاح: ٤٣.