علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع الخبر المشترك بين المقبول والمردود

صفحة 134 - الجزء 1

  والمنصور بالله⁣(⁣١) @، أنه إذا كان للإجتهاد فيه وجه صحيح أو فاسد فموقوف وإلا فمرفوع، وهو قول الشيخ أبو الحسين البصري، والشيخ الحسن الرصاص⁣(⁣١) - وصاحب الجوهرة وزاد المنصور بالله حكايته عن قاضي القضاة، واحتج المنصور بالله على ذلك بأنه مقتضى وجوب تحسين الظن بالصحابة⁣(⁣٣)، وذكر جماعة من العلماء منهم ابن عبدالبر أنه في حكم المرفوع - أي ماليس للإجتهاد فيه وجه صحيح ولا فاسد، قالوا: مثل قول ابن مسعود: (من أتى ساحراً أو عرافاً فقد كفر بما أنزل على محمد).

  النوع الثاني: أي من نوعي الآثار - ما يحتمل أنه قيل عن الرأي والإجتهاد ففيه قولان للشافعي: الجديد منهما أنه ليس بحجة ذكره في الإرشاد والذي تقتضيه الأدلة أنه ليس بحجة [قلت: إلا قول الإمام علي بن أبي طالب # لما ورد في حقه]⁣(⁣٤).

  فأما ما روي من قوله ÷ (أصحابي كالنجوم بأيهم


(١) تقدمت ترجمه.

(٢) الشيخ العلامة البارع الحسن بن محمد الرصاص أحد علماء الزيدية الأجلاء، عالم، مجتهد، له كتاب الفائق في أصول الفقه توفي سنة (٥٨٤) هـ وأخذ عن القاضي العلامة جعفر بن أحمد بن عبد السلام وعن غيره، وهو شيخ الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، وقال في ترجمته (هو الشيخ الكبير العالم شحاك الملحدين، وشيخ الأئمة الهادين، كان آية من آيات الله، واسع الدراية بعيد النظر، وللشيخ مؤلفات عدة منها: كتاب (مناقشات أهل المنطق) إلى أن قال وجواب القاضي الرشيد وكان عمره يوم أجاب بهذا تسع عشرة سنة وصنف في الأدب وهو ابن أربع عشرة سنة وفي علم الكلام وهو ابن خمسة عشرة سنة انظر لوامع الأنوار: ٤٢/ ٢.

(٣) أي الصحابة العدول الذي يستحقون تحسين الظن.

(٤) ما بين المعكوفين [] هو من كلامنا.