علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تأثير الدولتين الأموية والعباسية على المحدثين:

صفحة 178 - الجزء 1

  النص الأول:

  قال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي الشيعي: (شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقُهُ، وعليه بدعته.

  وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدي في الضعفاء وقال: كان غالياً في التشيع. وقال السعدي: زائغ مجاهر.

  وفلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع؟ وحد الثقة العدالة والاتفاق فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟! وجوابه: أن البدعة على ضربين: بدعة صغرى، كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلُو ولاتحرق، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.

  ثم بدعة كبري، كالرفض الكامل والغُلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر ®، والدعاء إلى ذلك. فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة.

  فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم، هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية، وطائفة ممن حارب علياً، وتعرض لسبهم.

  والغالي في زماننا وعرفنا، هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضاً، فهذا ضال مفتر. ولم يكن أبانُ بن تَغلِبَ يعرض للشيخين أصلاً بل يعتقد علياً أفضل منهما)⁣(⁣١) اهـ.

  وقال في ترجمة أخرى لأبان (وهو صدوق في نفسه، عالم كبير، وبدعته خفيفة ولاتعرض للكبار)⁣(⁣٢).


(١) الميزان ٤/ ١ - ٥.

(٢) سير أعلام النبلاء: ٣٠٨/ ٦.