علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 183 - الجزء 1

  بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)⁣(⁣١)، وهذا نص قاطع على أن علياً # أفضل الخلق بعد رسول الله ÷ كما إن هارون أفضل إسرائيلي بعد موسى @، وقوله ÷: (لأعطينَّ الراية غداً رجُلاً يُحبُه الله ورسولُهُ ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، كرار وليس بفرار)⁣(⁣٢)، ولم يكن هذا الرجل إلا أمير المؤمنين # إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على أفضليته لا نستطيع حصرها فهذا الله ورسوله قد قدماه، وفضلاه #، فماذا يقول أهل الحديث؟ كما إن مجموعة من الصحابة الأجلاء يعتقدون أفضلية الإمام علي # على غيره، وتقديمه على من سواه، بناء على الأدلة، وعلى افتراض المحدثين، أن من قدمه فهو غال أو رافضي، فيلزم هؤلاء الصحابة الأجلاء مايلزم غيرهم من هذا الإفتراض المشؤوم، وينتفض قول المحدثين بعدالة جميع الصحابة.


ماله من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق، انظر التحف: ٣٢٥، قلت وقد تتبعها السيد الأميني في موسوعته الضخمة الغدير، وقال المقبلي في الأبحاث المسددة: ٢٤٤: (فإن كان مثل هذا— أي حديث الغدير— معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم)، وقال السيد المحدث محمد إبراهيم الوزير: (إن حديث الغدير يروري بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً).

(١) وحديث المنزلة أيضاً من الأحاديث المتواترة عند أهل البيت $، وسائر الأمة أخرجه الإمام زيد في المجموع: ٤٠٧، والإمام الهادي في الأحكام: ٣٨/ ١، والإمام أبو طالب في الأمالي: ٣٢، والبخاري: ٩٩/ ٥، ومسلم: ١٨٧٠/ ٤، والحاكم: ١٠٩/ ٣، وأحمد بن حنبل: ١٧٧/ ١، وغيرهم كثير.

(٢) حديث الراية من الأحاديث المشهورة الصحيحة عند أئمة الاسلام، أخرجه أهل البيت $، ورواه البخاري: ١٣٥٧/ ٣، ومسلم: ٢٤/ ٤ - ٢٥، وابن حبان: ٤٣/ ٩ - ٤٥، وغيرهم كثير.