تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:
  الأمر الرابع: قال الشيخ: (والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار).
  قال العلامة محمد بن عقيل: قد اعتاد بعض من كمن في سويداء قلبه بغض مولى المؤمنين علي # أن يتبع ذكر كل منقبه من مناقب علي لا يستطيع جحدها بما يشوهها، أو يوهم مساواة غيره له فيها حسداً من عند أنفسهم ولو بأن يكذبوا ويخترعوا، أو ينقلوا مايعرفون بطلانه أو ضعفه كثر هذا حتى صار من ليس مثلهم في مرض القلب يتبعهم في صنيعهم هذا هيبه للإنفراد، واحتراساً عن أن ينبز بالرفض، أو انقياداً للتقليد، وبلها، أو غفلة، ولعل الحامل للشيخ على ماذكره هنا بعض هذا.
  وما الذي يضر أو يغض من مقام أمير المؤمنين # العالي أن يشار كه من أووا ونصروا، وقاتلوا وقتلوا مع النبي ÷ ثم قاتلوا وقتلوا مع علي # وهل هناك قبيلة تضاهي الأنصار؟!.
  فقد نصر الله بهم نبيه، وأعز بسيوفهم دينه ومع هذا فهناك فرق بين حبهم وحبه، فحبه معلق على اسمه العَلَم لايقبل أي احتمال، وحب الأنصار يراد به الجمع، فالألف واللام لاتفيد استغراق الأفراد فالحب والبغض متعلق بالمجموع لا بالأفراد وفي حق علي الحب والبغض متعلق بذاته الطاهرة(١).
تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:
  وإليك أيها القارئ الكريم ملخصاً لبعض الأدلة الدالة على خبط المحدثين، وجرحهم للمؤمنين وتعديلهم للفاسقين:
  الدليل الأول: تجدهم يروون كثيراً من الفضائل القاضية بوجوب اتباع
(١) انظر العتب الجميل: ٣٢ - ٥٥.