علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث عدالة الصحابة

صفحة 241 - الجزء 1

  قال الحسن البصري ¦: (أربع خصال كن في معاوية لولم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذووا الفضيلة، واستخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً، يلبس الحرير، ويضرب الطنابير، وادعاؤه زياداً وقد قال رسول الله ÷: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر)، وقتله حُجراً وأصحاب حجر فياويلاً له من حجر، وياويلاً له من أصحاب حُجر)⁣(⁣١)، هذا هو معاوية الصحابي الجليل! المجتهد! في نظرهم.

  الذي أورد في حقه أهل السنة كثيراً من المناقب، قال ابن راهوية: (لايصح عن النبي في فضل معاوية شيء)⁣(⁣٢).

  وكيف يصح لكهف المنافقين، ومحارب أمير المؤمنين الذي حربه حرب لله ولرسوله، والقاتل للمؤمنين من الصحابة الراشدين فضيلة أو منقبة، بل: (لا أشبع الله بطنه)⁣(⁣٣).


(١) الكامل: ٤٨٧/ ٣.

(٢) سير أعلام النبلاء: ١٣٢/ ٣.

(٣) تقدم تخريج هذا الحديث وقد روى أحمد بن حنبل بسنده إلى عبدالله بن بردة قال: (دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال: ماشربته منذ حرمه رسول الله ÷)! مسند أحمد بن حنبل: ٣٤٧/ ٥.

ومن العجيب الغريب أن أهل السنة لازالوا يدافعون عن معاوية ويؤلفون في فضله، فلقد عقد ابن عساكر في تاريخ دمشق باباً في مناقبه! وعقد ابن كثير في تاريخه: ٢٠/ ٨

باباً في فضل معاوية قال فيه: (هو معاوية بن أبي سفيان ... خال المؤمنين، و كاتب وحي رب العالمين، أسلم هو وأبوه وأمه هند - يوم الفتح) ١ هـ، ثم قال: (والمقصود أن معاوية كان يكتب الوحي لرسول الله ÷ مع غيره من كُتَّاب الوحي) ١ هـ. قال السيد العلامة