علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 280 - الجزء 1

  محمد كما صرح بذلك شيخنا العلامة مجدالدين بن محمد المؤيدي حيث قال: (وإنما خصصت بالبحث هذا الكتاب الجامع لما في زياداته، فقد دس بعض المخالفين لآل محمد $ كثيراً فيها فإن أثر الصنعة، والتكلف لذلك الكلام، لا سيما في المشيئة ونحوها واضح، وما كأنها صدرت إلا من حذاق الأشعرية، والمتسمين بالسنية، وبرهان ذلك بنور البصيرة من نفثاتها بين لائح وقد وقع فيها سؤالات وجوابات، وتصدى بعض متأخري أئمتنا⁣(⁣١) $ لتأويلها، وحل ما فيها من المشكلات، وتأول بقدر المستطاع لبعض، وأشار إشارات يفهمها ذوو الذوق لتصريف العبارات، وأصاب # فليس عليه إلا مثل ذلك، وقد أحسن من قال:

  علي نحت القوافي من مقاطعها ... وما علي إذا لم تفهم البقر

  هذا وفي المعلوم أنه لا يتعذر التأويل لكثير من صرائح الأقاويل، ولكنه يتفاوت إلى قريب وبعيد، ومقبول ومردود، وذلك بحسب الدليل، والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل)⁣(⁣٢)، وأما الزيادات التي في باب القدر، والمشيئة، والإرادة، والإستطاعة، وخلق الأفعال، وتعذيب الأطفال، وقدم القرآن، وغير ذلك مما هو يعنيه مذهب الجبرية ونحوها من الفرق الردية، فإنه مردود قطعاً لمخالفته لما عليه العترة الزكيّة، وقد علق شيخنا العلامة مجد الدين على الوضاع قائلاً: (وأما الوضاع فقد خاب بفضل الله عمله، وضل سعيه، لأن في ذلك الكتاب بعينه ما ينقض ما أبرم من هذه الدسائس كلها، ويهدم جميع أصوله فيها، وفي غيرها، دع عنك ما في كتب سائر الأئمة


(١) يقصد بذلك الإمام القاسم بن محمد # في جواباته على الأسئلة الصنعانية.

(٢) اللوامع: ٤٢٧/ ١.