الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات
  ومما وقفت له من الأقوال في هذه البابة من قول كعب الأحبار التي تثبت أنه يخرط خرطاً بليغاً: ما رواه النسائي (في السنن الصغرى برقم (١٣٤٦) بسنده: عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه: أنّ كعب (الأحبار) حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنَّا لنجد في التوراة أن داود نبيَّ الله ﷺ كان إذا انصرف من صلاته قال: «اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياني التي جعلت فيها معاشي، اللهم أعوذ برضاك من سخطك ...» الحديث!
  أقول: والمتأمِّل في هذا النص يعرف أنه كذب من وجهين:
  الأول: أنّ كتاب التوراة نزل على سيدنا موسى، وليس على سيدنا داود الذي بعد سيدنا موسى بمئات السنين، فكيف يقول: كان داود وهو بعد لم يكن؟! وسيدنا داود نزل عليه الزبور!.
  الثاني: هذا الخبر هو من حكايات سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام! ومحال أن يقول الله تعالى لنا في كتاب التوراة ماذا كان يدعو سيدنا داود بعد انصرافه من الصلاة، لأنّ هذه الأمور إنما يحكيها صحابة سيدنا داود وأتباعه، ولا تكون مسطورة في كتاب منزل! ومثال ذلك أنّ ما كان يقوله نبينا وسيدنا محمد ÷ عقب صلاته لا يكون مثبتاً في القرآن، وإنما يكون في كتب الأحاديث والسير! فافهم ولا ينطلينَّ عليك ما يقوله كعب الأحبار! ومن شنائع النصوص الواردة عن كعب الأحبار في كتاب «العلو» (النص رقم (٢٨١)) ما نقله كعب الأحبار من التوراة حيث قال: «فما من السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل في أول ما يُرتحل ...» وقال الذهبي عقبها: «وذكر كلمة منكرة لا تسوغ لنا»، قلت: