الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات
  والكلمة الشنيعة المنكرة التي لا تسوغ هي كما في كتاب «العظمة» في هذه الرواية: «من ثِقَلِ الجبار تبارك وتعالى فوقهنَّ»!، وهذه لفظة شنيعة بمرَّة! سيأتي التعليق عليها وعلى قائلها في كتاب «العلو» إن شاء الله تعالى! وسيتبَّين كم من النصوص التي ظنَّها بعض الحفاظ أحاديث نبوية وهي في الحقيقة من نقولات كعب الأحبار من الكتب الإسرائيلية (اليهودية)!. فالسؤال هنا لكعب: لماذا تركت نصوص الكتاب والسنة المنزهة لله تعالى، وأتيت بنص إسرائيلي (يهودي) فيه إخضاع الله تعالى للجاذبية الأرضية، وإثبات (الثّقَل)، له ﷻ وسبحانه عمَّا يصفون(٢)؟! لاسيما وقد انغرَّ بهذا النص وبمثله سذج المنتمين إلى الإسلام، فذكروه مستحسنين ومستدلين به، أمثال ابن القيم في (إجتماع الجيوش الإسلامية) ص (١٦٤)(٣)، ولم يحذف ابن القيم من كتابه الكلمة الشيعة المنكرة التي لا
(١) ص (٩١) برقم (٢٣٦) من النسخة الواقعة في مجلْد واحد طبع دار الكتب العلمية. وفي المجلّد الثاني ص (٦١٢) برقم (٢٣٤) من طبعة دار العاصمة /الرياض - بتحقيق رضاء الله المبار كفوري (المجسم)!.
(٢) ومن الغريب العجيب أن يقول معاوية بن أبي سفيان أيضاً مع اعترافه بأنّ كعب كان يكذب (كان عند كعب علم كالثمار وإنَّا كنا فيه لمفرّطين) وأقول: ما هو هذا العلم الذي كالثمار؟ ومن أين أتي به كعب؟ والمعروف أنه لم يكن عنده علم إلا من التوراة المحرّفة، والتلموذ اللي هو عبارة عن ستين ألف ورقة من وضع أحبار اليهود ورهبانهم؟! ثمّ كيف يقول معاوية: (وأنَّا كنا فيه لمفرّطين)؟ هل يجوز لصحابي مثل معاوية (!) أن يتحسَّر على تابعي كان يهودي المعتقد، ورجل علمه من الكتب المحرَّفة؟! والمنطق السليم يقول: كان اللائق أن يتحسَّر كعب التابعي على معاوية الصحابي لا العكس! فتأمل في هذاجيداً.
(٣) هذه من طبعة دار الكتب العلمية في المحققة / الطبعة الأولى ١٤٠٤ هـ، أما في الطبعة المحققة من قِبَل الدكتور عواد عبدالله المعتق / مطابع الفرزدق التجارية - الرياض، فهو في ص (٢٥٩ - ٢٦٠)، وارجع إلى ما علّقه المبارك فوري على «كتاب العظمة» (٦١٢/ ٢).