الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات
  تسوغ بنظر الذهبي!.
  ٣ - وهب بن منبّه: كان وهب قد قرأ كما قال هو نفسه بضعة وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء! وهو أحد كبار من يروي الإسرائيليات والخرافات، وهو أخو همام بن منبه ومعقل وغيلان. وكان قد جمع علم عبدالله بن سلام الإسرائيلي، وكعب الأحبار، ووضعوا في فضائله أحاديث ليروجوا خرافاته، قال الذهبي في ترجمته في «سير أعلام النبلاء» (٥٤٥/ ٤): «وروايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب». وترجمته في «تهذيب التهذيب» (١٤٧/ ١١) و «تهذيب الكمال» (١٤٠/ ٣١).
  يكفي أن أسرد لكم نصاً واحداً لتمعنوا النظر فيه وتدركوا من أي فِكْرٍ ومبدأ ينقل وهب لهذه الأمة ويحدّثها! قال وهب بن منبّه: «إنّ السموات والبحار لفي الهيكل، وإنّ الهيكل لفي الكرسي، وإنّ قدميه ø لعلي الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه»(١)!
  فانظروا كيف جعل لله تعالى قدمين، وجعل لهما نعلين أو كالنعلين! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! ومن أين أتي بالهيكل؟! وأنتم تعلمون في هذا العصر قضية اليهود وهيكل سليمان، وما يدَّعونه من أنّ ذلك في القدس بقرب المسجد الأقصى المبارك!.
  ٤ - عبد الله بن سلام: هو الوحيد المنصرف بالصحبة بين هؤلاء الأربع، ويكفي أن تعرفوا أنّ مصدر القول المعزو أو المروي عن مجاهد الذي فسّر فيه قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}[الإسراء: ٧٩]،
(١) وتجد هذا النص والتعليق عليه بما يستحق في «كتاب العلو» برقم (٣٢٣).