علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 319 - الجزء 1

  فقال: (يُقْعِده على العرش) هو عبدالله بن سلام الإسرائيلي!

  فقد ثبت عنه أنه قال: «إذا كان يوم القيامة جيء بنبيكم ÷، حتى يجلس بين يدي الله على كرسيه ...»⁣(⁣١) وهذا هو المقام المحمود الذي فسروا فيه الآية الكريمة وهو تفسير إسرائيلي (يهودي) باطل، فاسد، مصدره ابن سلام الإسرائيلي كما ترى!.

  ومما يجب التأمل فيه جيداً أن ابن سلام الإسرائيلي هذا وضعوا له فضائل ليجعلوا له حصانة تمنع أي إنسان من أن يتكلّم فيه، أو يقدح بما يأت به من خرافات! فزعموا أنّ النبي ÷ ما شهد لأحد حي بالجنة إلا له! وأنّ القرآن نزل بفضائله، حيث أنزل الله في فضله آيتين! والغريب أن بعض ذلك وقع في صحيح البخاري للأسف!

  ففيه برقم (٣٨١٢) عن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت رسول الله ÷ يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبدالله بن سلام، قال: وفيه نزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} ... الآية [الأحقاف: ١٠].

  قلت: أين ذهبت هذه الشهادة بالجنة حِكْرَاً على ابن سلام الإسرائيلي؟ ودعونا بالله عليكم من التأويلات الباردة والتمحلات الفاشلة!.

  وجزى الله الحافظ ابن حجر خير الجزاء، حيث أفاض في شرح هذا الأثر فبيَّن بلطف انه مشكل!، وقال الحافظ هناك: «وقد استنكر فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبد الله بن سلام، لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية»، وقال ابن كثير في تفسيره (١٦٨/ ٤)


(١) وتجد في حاشية كتاب «العلو» أيضاً النص رقم (٤٢٥) التعليق المناسب عليه!.