علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 320 - الجزء 1

  أيضاً: «وهذا الشاهد يعم ابن سلام وغيره، فإنَّ هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبدالله بن سلام ...».

  وعلى كل الأحوال فسواء ثبتت فضائل هذا الرجل أو لم تثبت - وهو ما نقول به - فإنّ ذلك لا يجعلنا نتغاضى عن مسالة الإسرائيليات التي كان يرويها للأمة بعد إسلامه! وأن نكون على حذر منها! وأن نستقصي النصوص المشكلة المروية في كتب الحديث، والمتعلّقة بمواضيع رواها هؤلاء، لنييّن هل كانت تلك الأحاديث مروية فعلاً عن النبي ÷، أم لم ترو عنه، وإنما هي من الأقوال الإسرائيلية المروية عن هؤلاء وغيرهم وأمثالهم! مثل حديث التربة الذي في صحيح مسلم! فإنه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، وليس عن رسول الله ÷، كما صرَّح بذلك البخاري وغيره من كبار المشتغلين في هذا الشأن! وسيأتي الكلام على حديث التربة إن شاء الله تعالى في هذه المقدّمة في فصل خاص للإستدلال به على موضوع آخر يتعلَّق بصيغ الرواية!.

  وقد جالس كعبَ الأحبار وابنَ سلام عددٌ من الصحابة ¤، وسمعوا منهما بعض ما كانا يقصان ويحدّثان الناس من الأخبار الإسرائيلية! ففي ترجمة كل منهما في «تهذيب الكمال» نجد ذلك منصوصاً عليه، كما نلمسه في الروايات الإسرائيلية! حتى قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٤٨٩/ ٣): إن كعباً «جالس أصحاب محمد ÷، فكان يحدّثهم عن الكتب الإسرائيلية».

  قلت: وقد تبيَّن بالتتبع أنّ الصحابة الذين رووا الإسرائليات عنه وعن غيره هم: أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبدالله وابن